lundi 17 avril 2017

أزمة المياه في الدول العربية من منظور اليونسكو

تزايد الطلب على المياه مقابل تناقص الموارد المائية
إن الاحتياجات في مجال المياه ستزداد زيادة كبيرة للغاية في خلال العقود المقبلة، وذلك نتيجةً للنمو السكاني السريع وما اقترن به من ارتفاع في مستوى الرخاء الذي تشهده فئات سكانية تركزت بشكل كبير في المناطق الحضرية. ومن ثم فمن الصعب بمكان البحث عن حلول وسطى في ما يتعلق بالإمدادات المائية من أجل ضمان الأمن في توفير الغذاء والطاقة. والأخطر من ذلك أن تغير المناخ من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض مستوى الموارد المائية في العديد من المناطق في العالم، وأن يجعل تجديدها أقل قابلية للتنبؤ.
ازدهار تجارة المياه الافتراضية وامتلاك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في الخارج
اتخذت بالفعل بعض الدول التي تفتقر إلى المياه حيطتها لضمان الحصول على مساحات شاسعة من الأراضي في الخارج واستيراد "المياه الافتراضية" في شكل مواد غذائية، وذلك للوقاية من تزايد المخاطر المتعلقة بنقص الغذاء والمياه والطاقة. وتمثل الحبوب المستوردة جزءاً هاماً من المياه الافتراضية المستهلكة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهما منطقتان تستوردان بالفعل 50 مليون طن من الحبوب سنوياً، وذلك ابتداءً من عام 2000. وفي هذا السياق، فإن البلدان النامية التي تفتقر إلى المياه تواجه معضلة محيرة، لأن سكان هذه البلدان من الفقر بحيث يعجزون عن شراء المواد الغذائية المستوردة.
وفي العالم العربي، أفضى تزايد عمليات استخراج المياه الجوفية لأغراض الري إلى تواتر سريع في الإنتاج المحلي للحبوب. ومع ذلك، فإن خزانات المياه الجوفية آخذة في الاستنفاد. وعلاوة على ذلك، يُكلف سوء نوعية المياه بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما بين 0،5% و2،5% من الناتج المحلي الإجمالي في هذه البلدان.
وتضم البلدان المستثمرة الأكثر نشاطاً في امتلاك الأراضي على نطاق واسع خارج حدودها دول الخليج العربي الغنية بالنفط، والتي تقل فيها المنتجات الغذائية، والبلدان ذات الكثافة السكانية العالية في آسيا، والتي تفتقر إلى الأراضي، فضلاً عن البلدان المتقدمة. كما تشمل الشركات المستثمرة غير الحكومية الشركات الغربية التي تنتج وتُحوّل المنتجات الغذائية قبل تصديرها؛ وتُعتبر هذه الشركات بمثابة أطراف فاعلة جديدة يستقطبها الطلب على الوقود البيولوجي والفرص التي توفرها صناديق الاستثمار.
وفي عام 2007، أعلنت المملكة العربية السعودية، التي تُعَد أحد البلدان الرئيسية في الشرق الأوسط المنتجة للحبوب، أنها خفضت الكميات التي تنتجها بنسبة 12% سنوياً، وذلك من أجل تقليل عمليات استخراج المياه من طبقات المياه الجوفية المعرضة للاستنفاد. وفي عام 2011، حثت الحكومة السعودية الشركات العاملة في البلاد، من خلال تدابير خاصة، على استئجار مساحات شاسعة من الأراضي في أفريقيا لاستغلالها في الإنتاج الزراعي، وذلك من أجل ضمان الأمن في مجال المياه والغذاء فيها. وقد استأجر بالفعل مستثمرون سعوديون أراض في مصر وإثيوبيا وكينيا والسودان. وتقوم الهند بزراعة الذرة وقصب السكر والعدس والأرز في إثيوبيا وكينيا ومدغشقر والسنغال وموزمبيق، وذلك لتزويد أسواقها الداخلية، في حين أن شركات أوروبية تسعى للحصول على 3،9 مليون هكتار من الأراضي في أفريقيا حتى تبلغ الهدف الذي حددته وهو 10% من الوقود البيولوجي بحلول عام 2015.
ومن الممكن أن تؤثر نتائج سلبية وغير متوقعة على الدول الأفريقية حيث تجري مثل هذه المعاملات. مثال ذلك أن الهند اشترت 1 مليون هكتار من الأراضي في أثيوبيا، البلد الذي يُعتبر من أشد بلدان العالم هشاشة من حيث الأمن الغذائي. وقد ينجم عن ذلك أيضاً تهجير للسكان وانعدام السيطرة على الأراضي واحتمال نشوب نزاعات وأوضاع غير مستقرة بسبب انتزاع مجتمعات عدة من بيئتها. أما تداعيات ذلك في ما يخص البيئة فإنها سلبية جداً، وذلك لأن الصناعة الزراعية واسعة النطاق تقتضي توفير الأسمدة ومبيدات الطفيليات ومبيدات الأعشاب ووسائل النقل المكثفة، ونظم التخزين والتوزيع. ولا يتوافر في العديد من الدول التي وقعت ضحية لممارسات "السطو على الأراضي" سوى هياكل إدارية ضعيفة؛ كما أنه ليس في وسعها حماية المجتمعات المحلية فيها، فضلاً عن أنها لا تعمل على وضع آليات لتشاطر المنافع.
إسهام أوجه التقدم التكنولوجي في التوفيق بين العرض والطلب
من الممكن أن تسهم أوجه التقدم التكنولوجي إلى حدٍ ما في التوفيق بين العرض والطلب. وعلى سبيل المثال، تُعتبر عملية إزالة ملوحة المياه تقنية غير فعالة في الوقت الراهن، إذ أنها تفضي إلى التلوث وتشَبُّع النظم الإيكولوجية الساحلية المجاورة بالملح. كما أنها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. أما معامل إزالة ملوحة المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية، والتي يتم تجربتها حالياً في المملكة العربية السعودية وغيرها، فإن من الممكن أن توفر حلولاُ أكثر ملاءمة للبلدان المشمسة.
وسيقتضي الأمر الأخذ بتكنولوجيات تجديدية لتحسين محاصيل الزراعات وقدرتها على تحمل الجفاف، فضلاً عن توزيع الأسمدة والمياه على الوجه الأمثل. وعلى سبيل المثال، تتوافر بالفعل تكنولوجيات لجمع مياه الأمطار والري بالتنقيط وأساليب فعالة أخرى، إضافة إلى تكنولوجيات إعادة استخدام المياه الرمادية في الزراعات حول المدن. والمياه الرمادية هي المياه المستعمَلة الناتجة عن الأنشطة المنزلية غير المستخدمة في الصرف الصحي، أي غسل الأواني أو استعمال الحمامات الرشاشة.
وعلاوة على ذلك، فإن تطوير التكنولوجيات الخاصة بالتخصيب العضوي من شأنه أن يزيد فعالية استخدام المياه، وذلك من خلال تحسين قدرات الزراعات على استيعاب المغذيات وسرعة نموها.
الضرورة تقتضي تحسين إدارة المياه
يعتمد الحل في نهاية المطاف على تحسين إدارة المياه وليس على إعداد تكنولوجية ما. ومن ثم تقتضي تلبية الطلبات المتنافسة أن يتشاور صانعو القرارات في مجالات المياه والزراعة والطاقة لتصميم ما يتخذونه من السياسات ذات الصلة. وفي مواجهة عوامل عدم اليقين، ينبغي لهؤلاء أن يقوموا بالتخطيط لا من أجل إيجاد حل واحد ممكن للمستقبل فحسب، بل من أجل العثور على عدة حلول. ومن الممكن أن تفضي مواجهتنا السريعة لهذه التحديات إلى التمييز بين تنمية مستدامة على الصعيد العالمي ومستقبل يتعرض للخطر بسبب ظواهر ندرة المياه والتلوث والفيضانات التي تتربص بمئات الملايين من البشر.
ومن المتوقع أن يُحدث تغير المناخ في العالم العربي ومنطقة غرب آسيا ارتفاعاً في درجات الحرارة وزيادة جفاف التربة وتحولات في نسق سقوط الأمطار الموسمية. وذلك هو ما تشهده بالفعل سوريا وتونس مثلاً. ومن المحتمل أيضاً حدوث مزيد من الفيضانات وموجات الجفاف وانخفاض في معدلات هطول الثلوج وذوبان الثلج في بعض المناطق الجبلية، فضلاً عن ارتفاع مستوى سطح البحر ودرجة ملوحة المياه في طبقات المياه الجوفية الساحلية.
ويأتي نحو ثلثي المياه السطحية المتوافرة في هذه البلدان من مناطق تقع خارجها، وهو الأمر الذي أدى في بعض الأحيان إلى نشوب نزاعات مع بلدان المنبع. ولقد أسفرت النزاعات السابقة عن تشريد مجموعات كبيرة من السكان داخل بلادهم، فضلاً عن تدمير البنى الأساسية المخصصة للمياه في العراق والكويت ولبنان، على سبيل المثال، مما أدى إلى استنفاد الموارد اللازمة للإصلاح. ومن أجل نزع فتيل النزاعات المحتملة على الموارد المائية، أجريت محاولات ترمي إلى تشاطرها، فقامت جامعة الدول العربية بإنشاء المجلس الوزاري العربي للمياه ووضع إستراتيجية الأمن المائي العربي.
ضرورة التسليم أولاً بالطابع الجامع لمسألة المياه حتى يمكن تحسين إدارتها
يشير التقرير، على وجه الخصوص، إلى ضرورة التسليم بأن مسألة المياه تشمل الطيف الكامل لعملية التنمية. فالواقع أن مجالات إنتاج الأغذية والطاقة، والصناعة، والصحة البشرية والسلامة البيئية، إنما تعتمد جميعها على المياه؛ وهي كلها عوامل ضرورية كل الضرورة لتحقيق التنمية الاجتماعية الاقتصادية، وترتبط فيما بينها على نحو متزايد.
إن إغفال الطابع الجامع لمسألة المياه قد يكلف غالياً. مثال ذلك أن دلتا نهر الميسيسيبي، في الولايات المتحدة، خضعت لتعديلات كبيرة لأغراض الزراعة وتوليد الطاقة الكهرومائية. ولكن عند تخفيض المخاطر التي تتعرض لها الزراعة في أعالي النهر، أفضت عمليات التنظيم إلى اتساع نطاق المخاطر أسفل النهر، وهو ما نجم عنه تفاقم تأثير إعصار كاترينا على مدينة نيو أورلينز في عام 2005. ولكن ما هي العلاقة بين هذين الأمرين؟ الواقع أن السد الذي أُنشئ على هذا النهر يحول دون نقل الرواسب. ونظراً لعدم وجود مستودع دائم للرواسب، فإن تأثير المد والجزْر والأمواج يقرض بالتدريج دلتا النهر التي أُنشئت مدينة نيوأورلينز فوقها ويتسبب في غوص هذه المدينة التي كثيراً ما تتعرض للفيضانات. أما استخراج المياه الجوفية والنفط والغاز في دلتا النهر فإنه أحدث انهيارات أرضية في هذه المدينة.
يُبرز هذا المثال مشكلة من الأهمية بمكان. وتتمثل هذه المشكلة في أن غياب الاتصال بين القطاعات الاقتصادية، وكذلك بين المستخدمين وصانعي القرارات والإداريين، أفضى إلى تدهور الموارد المائية إلى حد خطير في جميع أرجاء العالم، مما هدد جميع القطاعات التي تعتمد على المياه وارتهن العملية التنموية تبعاً لذلك. وتوقعاً لحدوث تغير مناخي قد يؤدي إلى خفض مستوى الموارد المائية، في حين أن الطلبات تتزايد علي المياه، تتجه البشرية مضطرة نحو تحقيق تنمية غير مستدامة.
وفي الوقت الذي تواجه فيه البشرية مستقبلاً غامضاً ومحفوفاً بالمخاطر، يِؤكد بشدة التقرير الخاص بـ "إدارة المياه في ظل عدم اليقين والمخاطر" أنه ليس لنا أن نتصرف وكأن الأمر لا يعنينا. بل يجب علينا بكل تأكيد أن نعيد توجيه تخطيط عملية التنمية وأسلوب إدارتنا بحيث نأخذ في الاعتبار بشكل أفضل الوضع برمته. فالوقت يستعجلنا.
تلكم هي بعض الرسائل الرئيسية التي يشملها التقرير الخاص بـ "إدارة المياه في ظل عدم اليقين والمخاطر". وقد قدمت اليونسكو النسخة الرابعة من هذا التقرير، الذي يندرج في سلسلة تصدر كل ثلاث سنوات، وينتجه برنامج الأمم المتحدة العالمي لتقييم الموارد المائية، وذلك في إطار المنتدى العالمي السادس للمياه في 12 آذار/ مارس 2012، في مارسيليا (فرنسا) باسم 28 وكالة شريكة في لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمياه.
source / site web UNESCO

dimanche 16 avril 2017

les représentation liées à l'eau à Burkina Faso

L'eau est un enjeu primordial soit au niveau de l'alimentation ou dans les différentes activités humaines, elle est alors un fait économique, sociale et culturelle.Les sociétés traditionnelles gardent des symboles et des rituels qui représentent la vision et le sens de la population envers le monde.Les tribus du bassin versant du Nakambé au Burkina Faso pratiquent des des rites hydrauliques comme : 

"le culte de l'eau est pratiqué entre la fin du mois de mai et le début du mois de juin.Cette période correspond à l'arrivée des premières pluies. Cependant, le chef de la terre (tengsoba) qui est aussi le prêtre de l'eau, se réfère d'abord au passage du Kiliko, un oiseau dont le chant rappelle la préparation de l'arrivée de l'hivernage. Après le passage de cet oiseau, le tengsoba, se réfère à la position des étoiles et fait son calcul pour la date précise de la première tombée des pluies dans son village. Une erreur de sa part, serait un signe annonciateur de sa mort"
Les rites liées à l'eau sont tellement présentes dans la vie sociale et culturelle, "l'eau est utilisée pour les rites d'insertion du nouveau-né dans son groupe lignager. En effet, chaque nouveau-né reçoit une louchée d'eau avant d'entrer dans la case paternelle. Ceci est un signe pour remercier Dieu, mais surtout les ancêtres pour qu'ils veillent sur lui en le guidant dans le droit chemin", cela nous permet de signaler l’interférence culturelle entre le bassin méditerranéenne et l’Afrique sub-saharien, qui se manifeste dans les procédés de "Belghaja" et "taslit unzar". 

En effet, les projets de développement agricole au pays sous-développés,  doivent prendre en considération les représentations sociales afin d'atteindre les meilleurs résultats.

jeudi 13 avril 2017

la construction bioclimatique / البناء الاخضر / البناء البيومناخي

quand l'eau influence la gestion territoriale



"En 1420, la crue du Nil connut du retard, le sultan , les cadis , les religieux et le peuple sortirent de la ville pour faire la prière « istiska »   afin d’obtenir l’eau, le sultan fit la prière en versant les larmes ,le surlendemain retour du sultan au Cair, le Nil augmente de 12 doigts et continua à croître jusqu’il y eut « al waf »
Le rôle des Kashifs tendit à devenir primordial dans les campagnes ,ils devaient contrôler l’entretien des canaux d’irrigation et des digues élément fondamental d’une agriculture très productive ,protéger les collecteurs d’impôt, empêcher les abus des émirs et interdire les invasions des bédouins dans les territoires des sédentaires.
Pendant le 15 siècle, la vie politique s’organise de plus en plus sur des bases locales ou régionales et plusieurs tribus se révoltaient (hwara, les bédouins..) : les mamluks contrôlaient de moins en moins l’Egypte".




 Abdali Elfakir, L'Egypte Mamluke face aux calamités naturelles (1253-1517), pp. 78-213

mardi 11 avril 2017

الامارة السملالية في منطقة سوس بجنوب المغرب

تطور الامارة السملالية بسوس :


بعد وفاة أحمد المنصورالذهبي سنة 1603م تنازع أبناؤه الحكم فوقعت انقسامات عديدة في المغرب. وكانت النتيجة ظهور عدة إمارات كإمارة العلويين وإمارة الدلائيين وإمارة الشيخ يحي الحاحي ...ونظرا لما كانت  تتمتع به زاوية سيدي احمد أوموسى من وجود قوي في منطقة سوس حيث تولت عدة مهام اجتماعية واقتصادية ودينية منذ تأسيسها في القرن السادس عشر، فقد استطاعت اخضاع سكان المنطقة وتنظيمهم في زمن ضعف "الدولة" المركزية.  لقد ازداد عدد الملتفين حول هذه الزاوية مستفيدة من  انتشار الوباء والمجاعة والفوضى فكان لابد من قوة تنشر النظام وتقضي على الفتن، لذا التف سكان سوس حول أبناء وحفدة الشيخ سيدي أحمد أوموسى كإبراهيم بن محمد بن الشيخ والحسن بن علي. وتجدر الاشارة إلى ان تدخل الزاوية في الشؤون السياسية كان في فترة سابقة للقرن 17م، إذ كان علي بن الشيخ سيدي أحمد أوموسى معروفا في الميدان السياسي فقدرته على قيادة  ثورة سنة 1597م ضد أحمد المنصور الذهبي  يبرز مكانته السياسية والعسكرية والاقتصادية بالمنطقة،ويرى فيه المنصور منازعا له له في التقدير و الاحترام والنفوذ ومهددا لدولته ليامر باعتقاله.
يعد أبو حسون السملالي أول مؤسس للإمارة السملالية، وهو من حفدة سيدي أحمد اوموسى، وعرف ببدميعة لأن إحدى عينيه تدمع باستمرار. وقد تمت مبايعته أول الأمر بمنطقة إفران بالأطلس الصغير قبل ان يزكيه العلماء وشيوخ القبائل بزاوية جده بتازروالت وقد استولى على منطقة درعة بعد معارك دامت ثلاث سنوات، والتي كانت ممرا للقوافل التجارية المتجهة والآتية من افريقيا جنوب الصحراء. بعد ذلك اتجه إلى القضاء على إمارة الحاحيين بتارودانت ولم يتم له الأمر إلا بعد وفاة يحيى الحاحي سنة 1630م. فاستولى على أكادير وتافيلالت . كما سيطرت إمارة بودميعة على السودان الغربي، ليكون بذلك كل الجنوب المغربي تحت سيادته وسلطته. كانت نهاية إمارة بودميعة السملالي على يد مولاي الرشيد الذي ساعدته قبيلة أيت جرار للنفاذ إلى إيليغ التي كانت مناوئة لسملاليين. لكن هذا الانهيار السريع لاشك يعود إلى تفرق ابناء بودميعة بعد وفاته البالغ عددهم 22 ولدا، فضعفت قوتهم وجبروتهم.ليستولي العلويون على المنطقة بعد معارك طاحنة سنة 1670م. ففر معظم الأمراء السملاليين نحو الصحراء.وفي ذلك يقول صاحب الاعلام " فلما كانت سنة 1081ه غزا مولاي رشيد بلاد السوس فاستولى على رودانة وأوقع بهشتوكة، فقتل منهم أكثر من 1500، وأوقع بأهل الساحل فقتل منهم أكثر من 4000 وأوقع بأهل قلعة إيليغ، دار ملك أبي حسون، فاستولى عليها في مهل ربيع الأول 1081ه وقتل منهم بسفح الجبل أكثر من ألفين.." توارى السملاليون عن الأنظار وخفت دورهم السياسي وكانت علاقتهم بالعلويين علاقة توتر مستمر لكن لم يبلغ درجة الثورة على وجودهم بالجنوب المغربي، رغم أن وفاة المولى اسماعيل اعقبته عدة توراث بالمنطقة كثورة الطالب صالح بأكادير سنة 1748م وثورة بوحلايس سنة 1792... بقي النفوذ الروحي لحفدة سيدي أحمد أوموسى ساريا، فسعوا إلى العمل الصالح وخاصة عند اشتداد الأزمات من مجاعات وأوبئة والصراعات القبلية.وتبين بعض الوثائق على أن فترة الأزمات هي مناسبة لمراكمة هؤلاء الحفدة للثروات من أراض خصبة و أنصبة مائية حيث يقومون بشرائها بأثمنة بخسة من ملاكيها الأصليين أو يحصلون على رهون مقابل تقديم الديون للمحتاجين. تأثرت مداخيل السملاليين بتغير الطرق التجارية و بتوالي الأزمات البيئية خلال القرن الثامن عشر حيث أصبحت السلع الواردة من الصحراء قليلة بعد سيطرة الأوربيين على المعاملات التجارية في تلك المنطقة فأصبحوا يحملون بضائعهم على السفن التجارية التي تجوب المحيط الأطلسي في زمن قياسي مقارنة مع القوافل التجارية وكانت المجاعات أشد أثرا على ساكنة سوس كمجاعة 1799-1800مو ووباء 1817-1818.وتعرض سوس للتهميش بعد اغلاق ميناء أكادير.
في ظل هذه الأوضاع ستنبعث من جديد التطلعات السياسية الممزوجة بالشؤون الاقتصادية لزاوية سيدي أحمد أوموسى وكانت البداية مع سيدي هاشم خلال بداية القرن التاسع عشر الذي " كانت له أموال كثيرة وهائلة، بحيث غدت قوافله التجارية تجوب البلاد فتصل إلى تنبكتو وتصل إلى بلاد السودان والصحراء ...تذهب إلى هذه البلاد التي ذكرتها لك، وتشتري منها عظام العاج وريش النعم. كما تشتري العبيد والذهب والتبر والفضة...فإذا عادت تلك القوافل سالمة، فإنها تجلب معها إليه المال الكثير، فيوجهها إلى سوق التجار من أصحابه في الصويرة فيبيع لهم كل تلك السلع، فيدفعون مقابلها سلعا اخرى مثل الملف، والكتان، والحرير،والحديد، واللوبن..."كما استولى على موسم تازروالت، فاصبحت زمام كل القبائل التي تتردد على ذلك الموسم في يده. كانت هذه القوة الاقتصادية ينظر إليها السلطان مولى سليمات بعين الريبة مخافة سعي سيدي هاشم إلى تجديد إمارة أجداده. ساعدت كل من تزنيت وأيت جرار الخليفة أغناج سنة 1810 على حصار إيليغ، لكن بعد رجوعه حاول سيدي هاشم التغلب على أهل تزنيت بحصارها عدة أيام.كان موقف سيدي هاشم الفرار فهدم أغناج داره في العوينة التي توجد في أعلى إيليغ الحالية ، التي لم تبنى إلا في عهد ابنه الحسين. يقول المؤرخ الكنسوسي في شأن وضع المغرب بعد وفاة المولى سليمان:" قد تقدم لنا في صدر هذه الراية المباركة أن السلطان العادل.مولى سليمان ما مات حتى أشرفت الدولة العلوية على الاندثار والاضمحلال"، فكان السلطان الجديد منشغلا بتثبيت حكمه خاصة في شمال البلاد بينما كان سيدي هاشم هو الآمر والناهي في منطقة سوس، وتمكن من الحصول على المدافع وعشرة مهارز انطلاقا من ميناء أكلو عبر المبادلات التجارية مع الأوربيين. انتهت تطلعاته بقتله غدرا سنة 1824م في غمرة الاحتفال بموسم سيدي أحمد أوموسى، وقد رأى بول باسكون في هذا القتل نتيجة لنزاع سياسي بين مجموعتين تتنافسان على السلطة : الأولى يتزعمها سيدي هاشم من جهة والأخرى يترأسها محمود وهو من آل سيدي أحمد أوموسى . تعامل سيدي علي مع السلطان مولى عبد الرحمان باحترام منذ توليه الحكم سنة 1824م، حيث قدم إليه هدايا مختلفة وتبادلوا عدة رسائل. تزامنت فترة حكم هذا السلطان بتزايد الضغط الأجنبي على المغرب ومحاولة تسرب الأوربيين إلى جنوب المغرب : التسرب إلى توات- الانهزام في معركة إيسلي- الهجوم الفرنسي على سلا- الانهزام في معركة تطوان أمام الاسبان... فكان السلطان منشغلا برد الأعداء.استغل الالغيون هذه الظروف فقاموا بحروب متعددة بسوس مع أعدائهم ووسعوا من نفوذهم الذي ازداد بشكل ملحوظ في النصف الثاني من القرن 19م.بعد تولي سيدي الحسين أوهاشم أمر الزاوية السملالية سنة 1842م. وساعده في ذلك غناه وكثرة الأتباع والخدم والحشم وتحكمه في موسم سيدي أحمد أوموسى الذي كان الموسم الوحيد في المنطقة الذي تروج فيه جميع السلع، والاحترام والتقدير الذي يكنه ساكنة المنطقة لأهل الزاوية. فاعتنى بالتجارة والسهر على المواسم كما اهتم بالفلاحة وكان يصنع السلاح بنفسه، كل هذا جعل منه أغنى رجل في سوس الأقصى كله واضعا كل القوى التجارية والدينية في جنوب المغرب تحت نفوذه، وتبادل الرسائل والزيارات مع زعماء حاحا للانضمام إلى إمارته. وذكرت التقارير القنصلية الفرنسية أن الحسين أوهاشم بدأ يرسل مبعوثين سريين إلى الفرنسيين . قاد المولى الحسن ، لما كان خليفة لأبيه، حركة إلى سوس الأقصى سنة 1865م ويفهم منها أن المخزن العلوي أراد أن يحد من قوة آل إيليغ وهو نفس ما فطن إليه سيدي الحسين أوهاشم، غير أن هذه الحملة انتهت برجوع المولى الحسن. بيد أن كل الحركات الآتية فيما بعد سواء سنة 1882 أو 1884 كان هدفها الأساس هو تقزيم سلطة السملاليين وفرض السلطة المخزنية على منطقة نفوذهم. انتهى مجد تازروالت وآل السملاليين وىل سيدي أحمد أوموسى وتحولت إلى مجرد قيادة تابعة للمخزن العلوي منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى حدود الدخول الفرنسي للمنطقة، لكن القداسة التي يتمتع بها ضريح سيدي أحمد أوموسى مازالت تسري في عروق عامة الناس الذين يعتبرون زيارته بمتابة حج المسكين. يشكل الموسم السنوي سيدي أحمد أوموسى فرصة يجتمع فيها أبناء قبيلة إداوسملال إلا أن بعض المتابعين للموسم سجلوا أن: «الزيارة تقتصر على التبضع والدعاء بضريح سيدي أحمد أوموسى دون أن تعطى فرصة لأبناء تازروالت وأبناء سملالة للقاء وصلة الرحم وتبادل المعلومات حول تاريخهما المشترك»، كما يشكل الموسم فرصة لاجتماع القبائل المجاورة في موسم ثقافي واقتصادي يغتنمه الفاعلون الجمعيون بالمنطقة لتسليط الأضواء على منطقتهم وعقد اتفاقيات شراكة مع عدد من الجمعيات التي تزورالمنطقة.
محمد مسكيت 10/04/2017

سيدي أحمد اوموسى le saint Sidi Ahmed Omoussa

سيدي أحمد بن موسى السملالي ترجع كتب التاريخ نسب الولي الصالح سيدي احمد أوموسى إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فهو احمد بن موسى بن عيسى بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن صالح بن طلحة بن أبي جمعة بن علي بن عيسى بن الفضل بن عبد الله بن كندوز بن عبد الرحمن بن محمد بن احمد بن حسان ابن إسماعيل بن جعفر بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبوه هو موسى ابن عيسى ولا يزال قبره مشهورا في قبيلة سملالة، أما أمه فاسمها تاونو بتشديد النون وقبرها أيضا لا يزال هناك ظاهرا ومقصودا. ومن هذا النسب نشأ سيدي أحمد أوموسى خلال اواسط القرن التاسع الهجري الموافق للخامس عشر الميلادي، وقد قيل بأنه كان مولعا في فترة شبابه باللعب و التردد على اماكن اللهو . ولا يعرف المؤرخون إن كانت لوالديه شهرة بالصلاح قبله أم أنهما اكتسبا الشهرة من ولدهما وهذا هو الغالب، وقد ولد سنة 853 هجرية للهجرة. تأثر سيدي احمد اوموسى بمتصوفة عصره المنتمين إلى بلده كسيدي محمد الوجاني و سيدي علي بن إبراهيم بن علي دفين إيمولا بإيغشان قرب إليغ. لكن أثير الشيخ التباع المراكشي كان بينا فقد امره بالسفر والتجوال شرقا وغربا فصار يغامر في القفار زائرا عدة شيوخودام حاله على هذا المنوال مدة ثلاثين سنة قبل ان يقرر الاستقرار نهائيا بسوس ساكنا موطنا غير موطن ذويه حيث قرر الاستقرار الانزواء في زاويته في تازروالت والناس والقوافل يترددون عليه من مختلف البلاد. ومن البركات التي أعطت له شهرة كبيرة التكلم على ما في القلوب أي كشف ما تختزنه قلوب زائريه واحترامه للتعاليم الاسلامية و ايثاره الزهد. بلغ صيت الشيخ السلطان السعدي مولاي عبد الله الغالب الذي قام بزيارته "واضعا يده في يده" واستضافه ثلاثة ايام وأعلن السلطان أن هذا الشيخ هو" الشيخ الخاص الخاص للعرش المغربي" وأثناء زيارته لنفس السلطان بمراكش توافد عليه الكثير من الناس، فكانت بذلك تربيته موجهة للخاصة والعامة. واختلف في تاريخ وفاته ويرجح محمد المختار السوس أن يكون قد توفي سنة 971 هجرية ودفن في مقبرة بالقرب من زاويته وعلى مشهده تم بناء قبة عظيمة كانت تقام بها المواسم الدينية والتجارية.ترك الشيخ خمسة ذكور وعدة بنات وسكنوا مناطق كالحوز و حاحا وعدة مناطق في سوس والقطر الجزائري. وقد اتبعوا منهج والدهم.

الصورة المرفقة تم اخذها في عالية "اكادير ن تغوني "والتي تعلو هضبة إليغ وتازروالت. تذكر المصادر التاريخية ان الأمراء السملاليين اتخذوها ملجا لهم  خلال ازمنة  الفتن و النزاعات بالمنطقة . أصبحت وضعيتها الحالية جد مزرية 




Pourquoi la nomination de plusieurs ministres pour la gestion de la question hydrique au Maroc ? tout simplement parce que selon un expert : « La confrontation entre les ressources en eau mobilisables et les besoins exprimés par l’agriculture, l’eau potable et l’industrie montre l’apparition d’un déficit en eau au niveau national vers l’an 2020 et plus tôt dans certaines régions du pays »